صدٌّ حَمى ظمئي لَمَاكَ لِماذا

صدٌّ حَمى ظمئي لَمَاكَ لِماذا
وهَواكَ قلبي صارَ مِنْهُ جُذَاذا
إن كان في تلَفي رِضاكَ صبابةً
ولكَ البقاء وجَدْتُ فيه لذاذا
كبِدي سلَبتَ صحيحةً فامنُنْ على
رَمَقي بها مَمنونةً أفلاذا
يا رامياً يَرْمي بسَهْمِ لِحاظِهِ
عن قَوس حاجِبِهِ الحشَا إنفاذا
أنّى هجَرتَ لِهجْرِ واشٍ بي كمَنْ
في لَوْمِهِ لُؤْمٌ حكَاهُ فهاذَا
وعليّ فيكَ مَنِ اعتدَى في حِجْره
فقَد اغتدى في حِجْرِهِ مَلّاذا
غَيرَ السّلُوِّ تجِدْهُ عندي لائِمي
عمّن حَوَى حُسْنَ الورى استحواذا
يا ما أُمَيْلحَهُ رَشاً فيه حَلا
تبديلُهُ حالي الحَلِي بَذّاذا
أضحى بإحسانٍ وحُسْنٍ مُعْطياً
لِنَفائسٍ ولَأنْفُسٍ أخّاذا
سَيْفَاً تَسِلُّ على الفؤاد جُفُونُه
وأرى الفُتورَ لهُ بها شحّاذا
فتْكاً بنا يزْدادُ منهُ مُصَوراً
قَتْلي مُساوِرَ في بني يَزْداذا
لا غَرْوَ أنْ تَخذَ العِذَارَ حمائلا
إذْ ظَلّ فتّاكاً به وقّاذا
وبِطَرْفِهِ سِحْرٌ لَوَ ابْصَرَ فِعْله
هاروتُ كان له به أستاذا
تَهْذِي بهذا البَدرِ في جَوِّ السّما
خَلِّ افْتِراكَ فذاكَ خِلّي لاذا
عَنَتِ الغزالَةُ والغَزَالُ لِوَجْهِهِ
مُتَلفّتاً وبه عِياذاً لاذا
أرْبَت لَطافتُهُ على نَشْرِ الصَّبا
وأبَت تَرافَتُهُ التّقَمّصَ لاذا
وشَكَتْ بَضاضةُ خدّهِ من وَرْدِهِ
وحَكَتْ فظاظةُ قلبِه الفولاذا
عَمَّ اشْتِعالا خالُ وجْنَتِهِ أخا
شُغْل به وجْداً أبَى استنِقاذا
خَصِرُ اللّمى عذْبُ المُقَبَّلِ بُكْرةً
قبلَ السّواكِ المِسْكَ ساد وشاذى
مِن فيِه والألحاظُ سُكْرِي بل أرى
في كلّ جارحَة به نَبّاذا
نَطَقَتْ مَناطقُ خَصْرِهِ خَتْماً إذا
صَمْتُ الخواتِم للخناصِرِ آذى
رقّتْ ودَقّ فناسبَتْ مِنّي النّسي
بَ وذاك معْناه استَجادَ فحاذى
كالغُصْنِ قدّاً والصّباحِ صباحَة
واللّيْلِ فَرعاً منهُ حاذى الحاذا
حُبّيِه عَلّمنِي التّنَسُكَ إذ حكى
مُتَعَفّفاً فَرَقَ المَعادِ مُعاذا
فَجَعَلْتُ خَلْعِي للْعِذَار لِثَامَه
إذ كان من لثْم العِذار مُعاذا
ولنا بخَيْفِ مِنىً عُرَيْبٌ دونَهُمْ
حَتْفُ المُنى عادي لِصَبّ عاذا
وبجزع ذَياك الحِمي ظَبيُ حَمَي
بِظُبَي اللواحِظِ إذ أحاذ إخاذا
هيَ أدمُعُ العُشّاقِ جادَ ولِيُّها ال
وادي ووالى جُودُها الألْواذا
كَمْ من فقيرٍ ثَمّ لا من جعفر
وافى الأجارعَ سائلاً شَحّاذا
من قبلِ ما فَرَقَ الفريقُ عَمارةً
كُنّا فَفَرّقَنا النّوى أَفْخَاذا
أُفْرِدْتُ عنهُمْ بالشّآمِ بُعَيْدَ ذا
كَ الإِلِتئَامِ وخَيّمُوا بغْداذا
جمعَ الهُمومَ البُعدُ عِندي بعدَ أن
كانت بقُرْبي منهُمُ أفذاذا
كالعَهْد عندهُمُ العهودُ على الصّفا
أنّى ولَستُ لها صفاً نَبّاذا
والصّبرُ صَبْرٌ عنهُمُ وعَلَيْهِمُ
عِندي أراهُ إذنْ أذى أزّاذا
عَزّ العَزاءُ وجَدّ وَجْدي بالأُلى
صرموا فكانوا بالصّريم ملاذا
رِئمَ الفَلا عنّي إليكَ فمُقْلَتي
كُحِلَتْ بهم لا تُغْضِهَا استِئْخَاذا
قَسَماً بمَنْ فيه أرى تعذيبَهُ
عَذْباً وفي استِذْلاله استِلْذاذا
ما استحسَنَتْ عيني سواهُ وإن سبى
لكنْ سواي ولمْ أكن مَلاّذا
لمْ يَرْقُبِ الرُّقَبَاءُ إلاّ في شَجٍ
مِن حَولِهِ يَتَسَلّلُون لِواذا
قد كان قبلَ يُعَدّ من قَتلى رَشاً
أسَداً لآسادِ الشّرى بَذّاذا
أَمْسى بنار جوىً حَشَتْ أحشاءَه
مِنْها يرى الإِيقادَ لا الإِنقاذا
حَيرانُ لا تلْقَاهُ إلاّ قلتَ مِنْ
كُلّ الجهاتِ أرى بِه جَبّاذا
حَرّانُ مَحنِيُّ الضّلوعِ على أسىً
غَلَبَ الإِسى فاسْتَنْجَذَ اسْتَنْجَاذَا
دَنِفٌ لسيبُ حشىً سليبُ حُشاشةٍ
شَهِدَ السّهادُ بِشَفْعِه مِمْشاذا
سَقَمٌ أَلمّ به فآلم إذ رأى
بالجِسْمِ مِنْ اغدادهِ اغذاذا
أبدى حِدادَ كآبَةٍ لِعَزَاهُ إذ
ماتَ الصبَا في فَوْدِه جَذّاذا
فغَدا وقد سُرّ العِدَى بشبابه
مُتَقَمّصاً وبشَيِبِه مُشْتاذا
حَزْنُ المَضاجِع لا نَفَاذَ لِبَثّه
حُزْناً بذاك قَضى القضاءُ نَفاذا
أبداً تَسُحّ وما تشحُّ جفُونُهُ
لِجَفا الأحِبّةِ وابِلاً ورَذاذا
مَنَحَ السُّفُوحَ سُفوح مَدْمَعِه وقد
بَخِلَ الغَمامُ به وجاد وِجَاذَا
قال العوائِدُ عندما أبصَرْنَهُ
إنْ كان مَن قَتَلَ الغرامَ فهذا
ابن الفارض
ابن الفارض

ابن الفارض576 - 632 هـ /1188 - 1235 معُمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، الملقب شرف الدين بن الفارض. شاعر متصوف، يلقب بسلطان العاشقين، في شعره فلسفة تتصل بما يسمى (وحدة الوجود). عمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، أبو حفص وأبو القاسم، شرف الدين ابن الفارض. أشعر المتصوفين. يلقب بسلطان العاشقين. في شعره فلسفة تتصل بما يسمى (وحدة الوجود) قدم أبوه من حماة (بسورية) إلى مصر، فسكنها، وصار يثبت الفروض للنساء على الرجال بين يدي الحكام، ثم ولي نيابة الحكم فغلب عليه التلقيب بالفارض. وولد له (عمر) فنشأ بمصر في بيت علم وورع. ولما شبّ اشتغل بفقه الشافعية وأخذ الحديث عن ابن عساكر، وأخذ عنه الحافظ المنذري وغيره. ثم حبب إليه سلوك طريق الصوفية، فتزهد وتجرد، وجعل يأوي إلى المساجد المهجورة في خرابات القرافة (بالقاهرة) وأطراف جبل المقطم. وذهب إلى مكة في غير أشهر الحج، فكان يصلي بالحرم، ويكثر العزلة في واد بعيد عن مكة، وفي تلك الحال نظم أكثر شعره. وعاد إلى مصر بعد خمسة عشر عاماً، فأقام بقاعة الخطابة بالأزهر، وقصده الناس بالزيارة، حتى أن الملك الكامل كان ينزل لزيارته. وكان جميلاً نبيلا، حسن الهيئة والملبس، حسن الصحبة والعشرة، رقيق الطبع، فصيح العبارة، سلس القياد، سخياً جواداً. وكان أيام ارتفاع النيل يتردد إلى مسجد في (الروضة) يعرف بالمشتهى، ويحب مشاهدة البحر في المساء. وكان يعشق مطلق الجمال. ونقل المناوي عن القوصي أنه كانت للشيخ جوار بالبهنسا، يذهب إليهن فيغنين له بالدف والشبابة وهو يرقص ويتواجد، قال المناوى: (ولكل قوم مشرب، ولكل مطلب، وليس سماع الفساق كسماع سلطان العشاق) ثم قال: (واختلف في شأنه، كشأن ابن عربي، والعفيف التلمساني، والقونوي، وابن هود، وابن سبعين، وتلميذه الششتري، وابن مظفر، والصفار؛ من الكفر إلى القطبانية، وكثرت التصانيف من الفريقين في هذه القضية) وقال الذهبي: كان سيد شعراء عصره وشيخ (الاتحادية) وما ثم إلا زيّ الصوفية وإشارات مجملة، وتحت الزيّ والعبارة فلسفة وأفاعي !(كذا) وأورد ابن حجر أبياتا صرح فيها ابن الفارض بالاتحاد، كقوله:|#وفي موقفي لا بل إليَّ توجهي=ولكن صلاتي لي ومني كعبتي|له (ديوان شعر - ط) جمعه سبطه عليّ. وشرحه كثيرون منهم حسن البوريني وعبد الغني النابلسي. وشرحاهما مطبوعان. ولمحمد مصطفى حلمي (ابن الفارض والحب الإلهي - ط) وليوحنا قمير (ابن الفارض - ط).

More poems from same author

Unlock the Power of Language & AI

Benefit from dictionaries, spell checkers, and character recognizers. A revolutionary step for students, teachers, researchers, and professionals from various fields and industries.

Lughaat

Empower the academic and research process through various Pakistani and international dictionaries.

Explore

Spell Checker

Detect and correct spelling mistakes across multiple languages.

Try Now

OCR

Convert images to editable text using advanced OCR technology.

Use OCR