أَظُلماً وَرُمحي ناصِري وَحُسامي

أَظُلماً وَرُمحي ناصِري وَحُسامي
وَذُلّاً وَعِزّي قائِدٌ بِزِمامي
وَلي بَأسُ مَفتولِ الذِراعَينِ خادِرٍ
يُدافِعُ عَن أَشبالِهِ وَيُحامي
وَإِنّي عَزيزُ الجارِ في كُلِّ مَوطِنٍ
وَأُكرِمُ نَفسي أَن يَهونَ مَقامي
هَجَرتُ البُيوتَ المُشرِفاتِ وَشاقَني
بَريقُ المَواضي تَحتَ ظِلِّ قَتامِ
وَقَد خَيَّروني كَأسَ خَمرٍ فَلَم أَجِد
سِوى لَوعَةٍ في الحَربِ ذاتِ ضِرامِ
سَأَرحَلُ عَنكُم لا أَزورُ دِيارَكُم
وَأَقصِدُها في كُلِّ جُنحِ ظَلامِ
وَأَطلُبُ أَعدائي بِكُلِّ سَمَيذَعٍ
وَكُلِّ هِزَبرٍ في اللِقاءِ هُمامِ
مُنِعتُ الكَرى إِن لَم أَقُدها عَوابِساً
عَلَيها كِرامٌ في سُروجِ كِرامِ
تَهُزُّ رِماحاً في يَدَيها كَأَنَّما
سُقينَ مِنَ اللَبّاتِ صِرفَ مُدامِ
إِذا أَشرَعوها لِلطِعانِ حَسِبتَها
كَواكِبَ تُهديها بُدورُ تَمامِ
وَبيضُ سُيوفٍ في ظِلالِ عَجاجَةٍ
كَقَطرِ غَوادٍ في سَوادِ غَمامِ
أَلا غَنِّيا لي بِالصَهيلِ فَإِنَّهُا
سَماعي وَرَقراقُ الدِماءِ نِدامي
وَحُطّا عَلى الرَمضاءِ رَحلي فَإِنَّه
مَقيلي وَإِخفاقُ البُنودِ خِيامي
وَلا تَذكُرا لي طيبَ عَيشٍ فَإِنَّم
بُلوغُ الأَماني صِحَّتي وَسَقامي
وَفي الغَزوِ أَلقى أَرغَدَ العَيشِ لَذَّةً
وَفي المَجدِ لا في مَشرَبٍ وَطَعامِ
فَما لِيَ أَرضى الذُلَّ حَظّاً وَصارِمي
جَريءٌ عَلى الأَعناقِ غَيرُ كَهامِ
وَلي فَرَسٌ يَحكي الرِياحَ إِذا جَرى
لِأَبعَدِ شَأوٍ مِن بَعيدِ مَرامِ
يُجيبُ إِشاراتِ الضَميرِ حَساسَةً
وَيُغنيكَ عَن سَوطٍ لَهُ وَلِجامِ
عَنْتَرَة بْنْ شَدَّادْ
عَنْتَرَة بْنْ شَدَّادْ

أَبُو اَلْفَوَارِسْ عَنْتَرَة بْنْ شَدَّادْ بْنْ قُرَادِ اَلْعَبْسِيّ (525م - 608م) فارِس عَربي يُعَد من أشهر شُعراء فَترة ما قبل الإسلام. أشتهرَ بِشعر الفُروسية، وبِغَزلهِ العَفيف مَع مَعشوقَته عبلة عدّه ابن سلّام من الطّبقة السّادسة من الشّعراء مع أصحاب الواحدة. وهو أحد أغربة العرب الثّلاثة: (عنترة، وأمّه زبيبة، وخفاف بن عُمير الشّريديّ، وأمّه ندبة، والسُّليك بن عمرو السّعديّ، وأمّه سلكة)۔ وكان أبوه قد نفاه، وكان العرب في الجاهلية إذا كان لأحدهم ولد من أمّة (جارية) استعبده، ثم ادَّعاه بعد الكبر واعترف به وألحقه بنسبه. وكان سبب ادعاء أبيه إيّاه أن بعض أحياء العرب أغاروا على بني عبس فأصابوا منه واستاقوا إبلًا فتبعهم العبسيون فلحقوهم فقاتلوهم عمّا معهم، وعنترة يومئذ فيهم، فقال له أبوه: «كرّ يا عنترة»، فقال عنترة: «العبد لا يحسن الكر، إنّما يحسن الْحِلاب والصّر» فقال: «كرَّ وأنت حر». فَكرَّ، وقاتل يومئذ قتالًا حسنًا فادَّعاه أبوه بعد ذلك وألحقه بنسبه۔

More poems from same author

Unlock the Power of Language & AI

Benefit from dictionaries, spell checkers, and character recognizers. A revolutionary step for students, teachers, researchers, and professionals from various fields and industries.

Lughaat

Empower the academic and research process through various Pakistani and international dictionaries.

Explore

Spell Checker

Detect and correct spelling mistakes across multiple languages.

Try Now

OCR

Convert images to editable text using advanced OCR technology.

Use OCR