يا عَينِ جودي بِالدُموعِ

يا عَينِ جودي بِالدُموعِ
المُستَهِلّاتِ السَوافِح
فَيضاً كَما فاضَت غُروبُ
المُترَعاتِ مِنَ النَواضِح
وَاِبكي لِصَخرٍ إِذ ثَوى
بَينَ الضَريحَةِ وَالصَفائِح
رَمساً لَدى جَدَثٍ تُذيعُ
بِتُربِهِ هوجُ النَوافِح
السَيِّدُ الجَحجاحُ وَاِبنُ
السادَةِ الشُمِّ الجَحاجِح
الحامِلُ الثِقَلَ المُهِمُّ
مِنَ المُلِمّاتِ الفَوادِح
الجابِرُ العَظمَ الكَسيرَ
مِنَ المُهاصِرِ وَالمُمانِح
الواهِبُ المِئَةِ الهِجانِ
مِنَ الخَناذيذِ السَوابِح
الغافِرُ الذَنبِ العَظيمِ
لِذي القَرابَةِ وَالمُمالِح
بِتَعَمُّدٍ مِنهُ وَحِلمٍ
حينَ يَبغي الحِلمَ راجِح
ذاكَ الَّذي كُنّا بِهِ
نَشفي المِراضَ مِنَ الجَوانِح
وَيَرُدَّ بادِرَةَ العَدُوِّ
وَنَخوَةَ الشَنِفِ المُكاشِح
فَأَصابَنا رَيبُ الزَمانِ
فَنالَنا مِنهُ بِناطِح
فَكَأَنَّما أُمَّ الزَمانُ
نُحورَنا بِمُدى الذَبائِح
فَنِساؤُنا يَندُبنَ نَوحاً
بَعدَ هادِيَةِ النَوائِح
يَحنُنَّ بَعدَ كَرى العُيونِ
حَنينَ والِهَةٍ قَوامِح
شَعِثَت شَواحِبَ لا يَنينَ
إِذا وَنى لَيلُ النَوائِح
يَندُبنَ فَقدَ أَخي النَدى
وَالخَيرِ وَالشِيَمِ الصَوالِح
وَالجودِ وَالأَيدي الطِوالِ
المُستَفيضاتِ السَوامِح
فَالآنَ نَحنُ وَمَن سِوانا
مِثلُ أَسنانِ القَوارِح
الخنساء
الخنساء

تُمَاضِرُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ السُّلَمِيَّة، الشهيرة بالْخَنْسَاء، (575م - 24 هـ / 645م)، صحابية وشاعرة، أدركت الجاهلية والإسلام وأسلمت، واشتهرت برثائها لأخويها صخر ومعاوية اللذين قتلا في الجاهلية، ولُقبت بالخَنْساء بسبب ارتفاع أرنبتي أنفها۔ هي أم عمرو تُماضِر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد وهو عمرو بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، من آل الشريد من سادات وأشراف العرب وملوك قبيلة بني سليم في الجاهلية۔ كما اعتز النبي محمد ﷺ بالانتساب إلى بني سليم، فكان يقول: « أنا ابن الفواطم من قريش، والعواتك من سليم، وفي سليم شرف كثير »، وآل الشريد كانوا سادة بني سليم. وعمرو بن الحارث -أبو تُماضِر- كان من وفود العرب على كسرى، وكان يأخذ بيدي ابنيه معاوية وصخر في الموسم حتى إذا توسط الجمع قال بأعلی صوته: أنا أبو خيري مضر، فمن أنكر فليغير. فلا يغير عليه أحد. وكان يقول: من أتى بمثلهما أخوين من قبل فله حكمه. فتقر له العرب بذلك۔ البيئة زمان ومكان وطبيعة وأشخاص، يتفاعل معها تكون الشخص، ويتأثر بها أبناؤه. إنما تتضح شخصية إنسان بوضوح بيئته، وخصوصاَ أولئك الذين طواهم التاريخ، ولم نستطع أن نعرف إلا مظاهر بدأت في سلوكهم أو أقوالهم. والخنساء واحدة من هؤلاء، فقد تبين كيف أنها ولدت قبيل الإسلام وعاشت بعده، ولا أحد يعرف عنها، ولا يذكر من أوصافها شيئاً، الا حين تعرض لها «دريد بن الصمة» طالباً الزواج منها، وعندها فقط التفتنا إلى أنها جميلة، أسر جمالها فارس طالما أسر الفرسان۔

More poems from same author

Unlock the Power of Language & AI

Benefit from dictionaries, spell checkers, and character recognizers. A revolutionary step for students, teachers, researchers, and professionals from various fields and industries.

Lughaat

Empower the academic and research process through various Pakistani and international dictionaries.

Explore

Spell Checker

Detect and correct spelling mistakes across multiple languages.

Try Now

OCR

Convert images to editable text using advanced OCR technology.

Use OCR