ما بَرَّحَ الرَسمُ الَّذي بَينَ حَنجَرٍ

ما بَرَّحَ الرَسمُ الَّذي بَينَ حَنجَرٍ
وَذَلفَةٍ حَتّى قيلَ هَل هُوَ نازِحُ
وَمازِلتَ تَرجو نَفعَ سُعدى وَوُدَّها
وَتُبعِدُ حَتّى اِبيَضَّ مِنكَ المَسائِحُ
وَحَتّى رَأَيتَ الشَخصَ يَزدادُ مِثلُهُ
إِلَيهِ وَحَتّى نِصفُ رَأسِيَ واضِحُ
عَلا حاجِبَيَّ الشَيبُ حَتّى كَأَنَّهُ
ظِباءٌ جَرَت مِنها سَنيحٌ وَبارِحُ
فَأَصبَحتُ لا أَبتاعُ إِلا مُؤامِراً
وَما بَيعُ مَن يَبتاعُ مِثلِيَ رابِحُ
أَلا لَيتَ سَلمى كُلَّما حانَ ذِكرُها
تُبَلِّغُها عَنّي الرِياحُ النَوافِحُ
وَقالَت تَعلَّم أَنَّ ما كانَ بَينَنا
إِلَيكَ أَداءٌ إِنَّ عَهدَكَ صالِحُ
جَميعاً تُؤَدّيهِ إِلَيكَ أَمانَتي
كَما أُدِّيَت بَعدَ الغِرازِ المَنائِحُ
وَقالَت تَعلَّم أَنَّ بَعضَ حُمُوَّتي
وَبَعلي غِضابٌ كُلُّهُم لَكَ كاشِحُ
يَحِدّونَ بِالأَيدي الشَفارَ وَكُلُّهُم
لِحَلقِكَ لَو يَستَطيعُ حَلقَكَ ذابِحُ
وَهَزَّةِ أَظعانٍ عَلَيهِنَّ بَهجَةٌ
طَلَبتُ وَرَيعانُ الصِبا بِيَ جامِحُ
فَلَمّا قَضَينا مِن مِنىً كُلَّ حاجَةٍ
وَمَسَّحَ رُكنَ البَيتِ مَن هُوَ ماسِحُ
وَشُدَّت عَلى حُدبِ المَهارى رِحالُها
وَلا يَنظُرُ الغادي الَّذي هُوَ رائِحُ
فَقُلنا عَلى الهوجِ المَراسيلِ وَاِرتَمَت
بِهِنَّ الصَحارى وَالصِمادُ الصَحاصِحُ
نَزَعنا بِأَطرافِ الأَحاديثِ بَينَنا
وَمالَت بِأَعناقِ المَطِيِّ الأَباطِحُ
وَطِرتُ إِلى قَوداءَ قادَ تَليلُها
مَناكِبَها وَإِشتَدَّ مِنها الجَوانِحُ
كَأَنّي كَسَوتُ الرَحلَ جَوناً رَباعِياً
تَضَمَّنهُ وادي الرَجا فَالأَفايِحُ
مُمَرّاً كَعَقدِ الأَندَرِيِّ مُدَمَّجاً
بَدا قارِحٌ مِنهُ وَلَم يَبدُ قارِحُ
كَأَنَّ عَلَيهِ مِن قَباءٍ بِطانَةً
تَفَرَّجَ عَنها جَيبُها وَالمَناصِحُ
أَخو الأَرضِ يَستَخفي بِها غَيرَ أَنَّهُ
إِذا اِستافَ مِنها قارِحاً فَهُوَ صائِحُ
دَعاها مِنَ الأَمهادِ أَمهادِ عامِرٍ
وَهاجَت مِن الشِّعرى عَلَيهِ البَوارِحُ
كَعْبَ بْنْ زُهَيْرْ
كَعْبَ بْنْ زُهَيْرْ

أَبُو اَلْمِضْرَبِ كَعْبَ بْنْ زُهَيْرْ بْنْ أَبِي سُلْمَى اَلْمَزْنِي اَلْمُضَرِيَّ ( 26 هـ = 646م). شاعر مخضرم أدرك عصرين مختلفين هما عصر الجاهلية وعصر صدر الإسلام. كان ممن اشتهر في الجاهلية ولما ظهر الإسلام هجا النبي محمد، وأقام يشبب بنساء المسلمين، فأهدر دمه فجاءه كعب مستأمناً وقد أسلم وأنشده لاميته المشهورة التي مطلعها: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول، فعفا عنه النبي، وخلع عليه بردته۔ هو: كعب بن زهير بن أبي سُلمَى ربيعة بن ريِاح بن قُرط بن الحارث بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هُذمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة۔ أمه: امرأة من بني عبد الله بن غطفان يقال لها كبشة بنت عمار بن عدي بن سحيم، وهي أم كل ولد زهير۔ نشأ كعب في أحضان والده الشاعر ووسط أسرة تقرض جميعها الشعر، فأبوه زهير وعمته سُلمَى والخنساء كلهم من الشعراء، كما أثرت هذه النشأة على أخيه "بجير" الذي أخذ الشعر أيضا عن أبيه. وكان زهير يحفظهم الشعر منه شعره ويقولون عن كعب أنه كان يخرج به أبوه إلى الصحراء فيلقي عليه بيتاً أو سطراً ويطلب أن يجيزه تمريناُ ودرّبه، كما أن كعباً كان في عصر ما قبل الإسلام شاعراً معروفاً أكثر من الحطيئة۔

More poems from same author

Unlock the Power of Language & AI

Benefit from dictionaries, spell checkers, and character recognizers. A revolutionary step for students, teachers, researchers, and professionals from various fields and industries.

Lughaat

Empower the academic and research process through various Pakistani and international dictionaries.

Explore

Spell Checker

Detect and correct spelling mistakes across multiple languages.

Try Now

OCR

Convert images to editable text using advanced OCR technology.

Use OCR