أَنّى ألَمَّ بِكَ الخَيالُ يَطيفُ

أَنّى ألَمَّ بِكَ الخَيالُ يَطيفُ
وَمَطافُه لَكَ ذِكرَةٌ وَشُعوفُ
يَسري بِحاجاتٍ إِلَيَّ فَرُعنَني
مِن آلِ خَولَة كُلُّها مَعروفُ
فَأَبيتُ مُحتَضِراً كَأَنِّيَ مُسلَمٌ
لِلجِنِّ رَيعَ فُؤادُهُ المَخطوفُ
فَعَزَفتُ عَنها إِنَّما هُوَ أَن أَرى
ما لا أَنالُ فَإِنَني لَعَزوفُ
لا هالِكٌ جَزَعاً عَلى ما فاتَني
وَلِما ألَمَّ مِنَ الخُطوبِ عَروفُ
صَفراءُ آنِسَةُ الحَديثِ بِمِثلِها
يَشفي غَليلَ فُؤادِه المَلهوفُ
وَلَو أَنَّها جادَت لِأَعصَمَ حِرزُهُ
مُتَمَنِّعٌ دونَ السَماءِ مُنيفُ
لَاِستَنزَلَتهُ عَيطَلٌ مَكحولَةٌ
حَوراءُ جادَ لَها النِجادَ خَريفُ
دَعها وَسَلِّ طِلابَها بُجَلالَةٍ
إِذ حانَ مِنكَ تَرَحُّلٌ وخُفوفُ
حَرفٍ تَوارَثَها السِفارُ فَجِسمُها
عارٍ تَساوَكُ وَالفُؤادُ خَطيفُ
وَكَأَنَّ مَوضِعَ رَحلِها مِن صُلبِها
سَيفٌ تَقادَمَ جَفنُهُ مَعجوفُ
أَوحَرفُ حِنوٍ مِن غَبيطٍ ذابِلٍ
رَفَقَت بِهِ قَينِّيَةٌ مَعطوفُ
فَإِذا رَفَعتُ لَها اليَمينَ تَزاوَرَت
عَن فَرجِ عوجٍ بَينَهُنَّ خَليفُ
وَتَكونُ شَكواها إِذا هِيَ أَنجَدَت
بَعدَ الكِلالِ تَلَمُّكٌ وَصَريفُ
وَكَأَنَّ أَقتادي غَدا بِشَوارِها
صَحماءُ خَدَّدَ لَحمَها التَسويفُ
كَالقَوسِ عَطَّلَها لِبَيعٍ سائِمٌ
أَو كَالقَناةِ أَقامَها التَثقيفُ
أَفَتِلكَ أَم رَبداءُ عارِيَةُ النَسا
زَجّاءُ صادِقَةُ الرَواحِ نَسوفُ
خَرجاءُ جَوَّفَها بَياضٌ داخِلٌ
لِعِفائِها لَونانِ فَهُوَ خَصيفُ
ظَلَّت تُراعي زَوجَها وَطَباهُما
جِزعٌ قَد اِمرَعَ سَربُهُ مَصيوفُ
يَنجو بِها خَرِبُ المُشاشِ كَأَنَّهُ
بِخِزامِهِ وَزِمامِهِ مَشنوفُ
قَرِعُ القَذالِ يَطير عَن حَيزومِهِ
زَغَبٌ تُفَيِّئُهُ الرِياحُ سَخيفُ
وَكَأَنَّها نُوبِيَةٌ وَكَأَنَّهُ
زَوجٌ لَها مِن قَومِها مَشعوفُ
كَعْبَ بْنْ زُهَيْرْ
كَعْبَ بْنْ زُهَيْرْ

أَبُو اَلْمِضْرَبِ كَعْبَ بْنْ زُهَيْرْ بْنْ أَبِي سُلْمَى اَلْمَزْنِي اَلْمُضَرِيَّ ( 26 هـ = 646م). شاعر مخضرم أدرك عصرين مختلفين هما عصر الجاهلية وعصر صدر الإسلام. كان ممن اشتهر في الجاهلية ولما ظهر الإسلام هجا النبي محمد، وأقام يشبب بنساء المسلمين، فأهدر دمه فجاءه كعب مستأمناً وقد أسلم وأنشده لاميته المشهورة التي مطلعها: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول، فعفا عنه النبي، وخلع عليه بردته۔ هو: كعب بن زهير بن أبي سُلمَى ربيعة بن ريِاح بن قُرط بن الحارث بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هُذمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة۔ أمه: امرأة من بني عبد الله بن غطفان يقال لها كبشة بنت عمار بن عدي بن سحيم، وهي أم كل ولد زهير۔ نشأ كعب في أحضان والده الشاعر ووسط أسرة تقرض جميعها الشعر، فأبوه زهير وعمته سُلمَى والخنساء كلهم من الشعراء، كما أثرت هذه النشأة على أخيه "بجير" الذي أخذ الشعر أيضا عن أبيه. وكان زهير يحفظهم الشعر منه شعره ويقولون عن كعب أنه كان يخرج به أبوه إلى الصحراء فيلقي عليه بيتاً أو سطراً ويطلب أن يجيزه تمريناُ ودرّبه، كما أن كعباً كان في عصر ما قبل الإسلام شاعراً معروفاً أكثر من الحطيئة۔

More poems from same author

Unlock the Power of Language & AI

Benefit from dictionaries, spell checkers, and character recognizers. A revolutionary step for students, teachers, researchers, and professionals from various fields and industries.

Lughaat

Empower the academic and research process through various Pakistani and international dictionaries.

Explore

Spell Checker

Detect and correct spelling mistakes across multiple languages.

Try Now

OCR

Convert images to editable text using advanced OCR technology.

Use OCR