نَفى شَعرَ الرَأَسِ القَديمَ حَوالِقُهُ

نَفى شَعرَ الرَأَسِ القَديمَ حَوالِقُهُ
وَلاحَ بِشَيبٍ في السَوادِ مَفارِقُهُ
وَأَفنى شَبابي صُبحُ يَومٍ وَليلَةٌ
وَما الدَهرُ إِلّا مُسيُهُ وَمَشارِقُهُ
وَأَدرَكتُ ما قَد قالَ قَبلي لِدَهرِهِ
زُهَيرٌ وَإِن يَهلِك تُخَلَّد نَواطِقُهُ
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
كَنَخلِ القُرى أَو كَالسَفينِ حَزائِقُهُ
تَرَبَّعنَ رَوضَ الحَزنِ ما بينَ لَيَّةٍ
وَسَيحانَ مُستَكّاً لَهُنَّ حَدائِقُهُ
فَلَمّا رَأَينَ الجَزءَ وَدَّعَ أَهلَهُ
وَحَرَّقَ نيرانَ الصَفيحِ وَدائِقُهُ
عَزَمنَ رَحيلاً وَاِنتَجَعنَ عَلى هَوىً
وَخِفنَ العِراقَ أَن تَجيشَ بَوائِقُهُ
وَخُبِّرنَ ما بَينَ الأَخاديدِ واللِوى
سَقَتهُ الغَوادي وَالسَواري طَوارِقُهُ
وَباكَرنَ جَوفاً تَنسُجُ الريحُ مَتنَهُ
تَناءَمُ تَكليمَ المَجوسِ غَرانِقُهُ
إِذا ما أَتَتهُ الريحُ مِن شَطرِ جانِبٍ
إِلى جانِبٍ حازَ التُرابَ مَهارِقُهُ
بِحافَتِهِ مِن لا يَصيحُ بِمَن سَرى
وَلا يَدَّعي إِلا بِما هُوَ صادِقُهُ
عَلَى كُلِّ مُعطٍ عِطفَهُ مُتَزَيِّدٍ
بِفَضلِ الزِمامِ أَو مَروحٍ تُواهِقُهُ
وَقَد قُلنَ بِالبَردِيِّ أَوَّلُ مَشرَبٍ
أَجَلَّ جَيرٍ إِن كانَت سَقَتهُ بَوارِقُهُ
وَقَد يَنبَري لِيَ الجَهلُ يَوماً وَأَنبَري
لِسربٍ كَحُرّاتِ الهِجانِ تُوافِقُهُ
ثلاثٌ غَريراتُ الكَلامِ وَناشِصٌ
عَلى البَعلِ لا يَخلو وَلا هِيَ عاشِقُهُ
كَعْبَ بْنْ زُهَيْرْ
كَعْبَ بْنْ زُهَيْرْ

أَبُو اَلْمِضْرَبِ كَعْبَ بْنْ زُهَيْرْ بْنْ أَبِي سُلْمَى اَلْمَزْنِي اَلْمُضَرِيَّ ( 26 هـ = 646م). شاعر مخضرم أدرك عصرين مختلفين هما عصر الجاهلية وعصر صدر الإسلام. كان ممن اشتهر في الجاهلية ولما ظهر الإسلام هجا النبي محمد، وأقام يشبب بنساء المسلمين، فأهدر دمه فجاءه كعب مستأمناً وقد أسلم وأنشده لاميته المشهورة التي مطلعها: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول، فعفا عنه النبي، وخلع عليه بردته۔ هو: كعب بن زهير بن أبي سُلمَى ربيعة بن ريِاح بن قُرط بن الحارث بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هُذمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة۔ أمه: امرأة من بني عبد الله بن غطفان يقال لها كبشة بنت عمار بن عدي بن سحيم، وهي أم كل ولد زهير۔ نشأ كعب في أحضان والده الشاعر ووسط أسرة تقرض جميعها الشعر، فأبوه زهير وعمته سُلمَى والخنساء كلهم من الشعراء، كما أثرت هذه النشأة على أخيه "بجير" الذي أخذ الشعر أيضا عن أبيه. وكان زهير يحفظهم الشعر منه شعره ويقولون عن كعب أنه كان يخرج به أبوه إلى الصحراء فيلقي عليه بيتاً أو سطراً ويطلب أن يجيزه تمريناُ ودرّبه، كما أن كعباً كان في عصر ما قبل الإسلام شاعراً معروفاً أكثر من الحطيئة۔

More poems from same author

Unlock the Power of Language & AI

Benefit from dictionaries, spell checkers, and character recognizers. A revolutionary step for students, teachers, researchers, and professionals from various fields and industries.

Lughaat

Empower the academic and research process through various Pakistani and international dictionaries.

Explore

Spell Checker

Detect and correct spelling mistakes across multiple languages.

Try Now

OCR

Convert images to editable text using advanced OCR technology.

Use OCR