لَعَمرُكَ ما قَلبي إِلى أَهلِهِ بِحُر

لَعَمرُكَ ما قَلبي إِلى أَهلِهِ بِحُر
وَلا مُقصِرٍ يَوماً فَيَأتِيَني بِقُر
أَلا إِنَّما الدَهرُ لَيالٍ وَأَعصُرِ
وَلَيسَ عَلى شَيءٍ قَويمٍ بِمُستَمِر
لَيالٍ بِذاتِ الطَلحِ عِندَ مُحَجَّرِ
أَحَبُّ إِلَينا مِن لَيالٍ عَلى أُقَر
أُغادي الصَبوحَ عِندَ هِرٍّ وَفَرتَنى
وَليداً وَهَل أَفنى شَبابِيَ غَيرُ هِر
إِذا ذُقتُ فاهاً قُلتُ طَعمُ مُدامَةٍ
مُعَتَّقَةٍ مِمّا تَجيءُ بِهِ التُجُر
هُما نَعجَتانِ مِن نِعاجِ تِبالَةِ
لَدى جُؤذَرَينِ أَو كَبَعضِ دُمى هَكِر
إِذا قامَتا تَضَوَّعَ المِسكُ مِنهُما
نَسيمَ الصَبا جاءَت بِريحٍ مِنَ القُطُر
كَأَنَّ التُجارَ أُصعِدوا بِسَبيئَةٍ
مِنَ الخِصِّ حَتّى أَنزَلوها عَلى يَسَر
فَلَمّا اِستَطابوا صُبَّ في الصَحنِ نِصفُهُ
وَشُجَّت بِماءٍ غَيرِ طَرقٍ وَلا كَدِر
بِماءِ سَحابٍ زَلَّ عَن مُتنِ صَخرَةٍ
إِلى بَطنِ أُخرى طَيِّبٍ ماؤُها خُصَر
لَعَمرُكَ ما إِن ضَرَّني وَسطَ حِميَرٍ
وَأَقوالِها إِلّا المَخيلَةُ وَالسُكُر
وَغَيرُ الشَقاءِ المُستَبينِ فَلَيتَني
أَجَرَّ لِساني يَومَ ذَلِكُمُ مُجِر
لَعَمرُكَ ما سَعدٌ بِخُلَّةِ آثِمٍ
وَلا نَأنَإٍ يَومَ الحِفاظِ وَلا حَصِر
لَعَمري لَقَومٌ قَد نَرى أَمسَ فيهِمُ
مَرابِطَ لِلأَمهارِ وَالعَكَرِ الدَثِر
أَحَبُّ إِلَينا مِن أُناسٍ بِقِنَّةٍ
يَروحُ عَلى آثارِ شائِهِمُ النَمِر
يُفاكِهُنا سَعدٌ وَيَغدو لِجَمعِنا
بِمَثنى الزِقاقِ المُترَعاتِ وَبِالجَزُر
لَعَمري لَسَعدٌ حَيثُ حَلَّت دِيارُهُ
أَحَبُّ إِلَينا مِنكَ فافَرَسٍ حَمِر
وَتَعرِفُ فيهِ مِن أَبيهِ شَمائِلاً
وَمِن خالِهِ أَو مِن يَزيدَ وَمِن حُجَر
سَماحَةَ ذا وَبِرَّ ذا وَوَفاءِ ذا
وَنائِلَ ذا إِذا صَحا وَإِذا سَكِر
امرؤ القیس
امرؤ القیس

هو أهم شعراء العصر الجاهلي وأهم شعراء المعلقات،اسمه هو (امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمر بن حجر آكل المرار ابن معاوية بن الحارث بن يعرب بن ثور بن مرتع بن معاوية)، وهو من قبيلة كندة التي سكنت اليمن، وأمه هي فاطمة أخت المهلهل وكليب ابني ربيعة بن الحارث التّغلبي، أما اسمه، فيُقال إنه حُندج بن حجر، إلا أنه اشتُهر باسم امرئ القيس نسبةً إلى شدته وشجاعته، وقد لُقّب بالملك الضّليل، أما عن كنيته، فكثيرة هي كُناه، منها أبو الحارث (كنية الأسد)، وأبو وهب، وأبو زيد، وذو القروح۔ لقد كانت حياة امرئ القيس حياة لعبٍ ولهوٍ وطيشٍ، وكان ينتقل بين العرب مع بعض الرّجال من بني بكر وطيء وكلب لا مبالياً، فقد كانوا يغيرون على أحياء العرب ومنازلهم، ويتقاسمون ما يأخذونه منهم، وبقي على هذه الحال حتى جاءه خبر مقتل والده الذي غير حياته رأساً على عقب، فاستفاق من طيشه وانتقل إلى حياة الجد والعزم للأخذ بثأر أبيه، ولم يرض امرؤ القيس أي طريق للصلح مع بني أسد ( قبيلة قاتل والده)، فخرج إلى اليمن، فأقبل منها ومن ربيعة بجموع، أعانته على حربه عليهم فيما بعد۔

More poems from same author

Unlock the Power of Language & AI

Benefit from dictionaries, spell checkers, and character recognizers. A revolutionary step for students, teachers, researchers, and professionals from various fields and industries.

Lughaat

Empower the academic and research process through various Pakistani and international dictionaries.

Explore

Spell Checker

Detect and correct spelling mistakes across multiple languages.

Try Now

OCR

Convert images to editable text using advanced OCR technology.

Use OCR