أزرار


وتلك بضعة أزرارٍ .. لقد كبرت
على جداري .. فبيتي كله عبق

تعانقت عند شباكي .. فيا فرحي
غداً .. تسد الربى بالورد .. والطرق

ما هذه العلب الحمراء .. قد فتحت
مع الصباح ، فسال الوهج والألق

لي غرفةٌ .. في دروب الغيم عائمةٌ
على شريط ندىً ، تطفو وتنزلق

مبنيةٌ من غييماتٍ منتفةٍ
لي صاحبان بها .. العصفور .. والشفق

أمام بابي .. نجماتٌ مكومةٌ
فتستريح لدينا .. ثم تنطلق ..

فللصباح مرورٌ تحت نافذتي
وفي جوار سريري ، يرتمي الأفق

كم نجمةٍ حرةٍ .. أمسكتها بيدي
وللتطلع غيري ، ما له عنق

يقصر الشعر من عمري ويتلفني
إذا سعيت ، سعى بي العظم والخرق

النار في جبهتي .. النار في رئتي
وريشتي بسعال اللون تختنق ..

نهرٌ من النار في صدغي يعذبني
إلى متي ، وطعامي الحبر والورق ؟

وما عتبت على النيران تأكلني
إذا احترقت ، فإن الشهب تحترق

إني أضأت .. وكم خلقٍ أتوا ومضوا
كأنهم في حساب الأرض ما خلقوا ..

***
غداً ستحشد الدنيا لتقرأني

ونخب شعري ، يدور الورد .. والعرق
اليوم بضعة أزرارٍ .. ستعقبها أخرى

وفي كل عامٍ ، يطلع الورق ..
نزار قباني
نزار قباني

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر ودبلوماسي، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رواد المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان «قالت لي السمراء» وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها «طفولة نهد» و«الرسم بالكلمات»، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم «منشورات نزار قباني» وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما «القصيدة الدمشقية» و«يا ست الدنيا يا بيروت». أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب «النكسة» مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه «شاعر الحب والمرأة» لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته «هوامش على دفتر النكسة» عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة: (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا)۔ على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته «الأمير الخرافي توفيق قباني». عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة «متى يعلنون وفاة العرب؟»، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق۔

استفد من نور اللغة والذكاء الاصطناعي۔

استفد من القواميس، المدققات الإملائية، ومحللات الأحرف، خطوة ثورية للطلاب، المعلمين، الباحثين، والأشخاص المرتبطين بمختلف المجالات والصناعات۔

لغات

سَهِّل العملية العلمية والبحثية من خلال القواميس الباكستانية والدولية المختلفة۔

استخدم

مدقق إملائي

حدد وصحح الأخطاء الإملائية في مختلف اللغات۔

استخدم

التعرّف الضوئي على الحروف

حوّل الصور إلى نص قابل للتعديل باستخدام تقنية التعرف الضوئي على الحروف المتقدمة۔

استخدم