أَرِقتُ لَنوحٍ آخِرَ اللَيلِ غَرَّدا

أَرِقتُ لَنوحٍ آخِرَ اللَيلِ غَرَّدا
لِشَيخِيَ يَنعي وَالرَئيسُ المُسَوَّدا
أَبا طالِبٍ مَأوى الصَعاليكَ ذا النَدى
وَذا الحُلُمِ لا خَلقاً وَلم يَكُ قَعدَدا
أَخا المُلكِ خَلِّ ثَلمَةً سَيَسُدُّها
بَنو هاشِمٍ أَو يُستَباحُ فَيَهمَدا
فَأَمسَت قُرَيشٌ يَفرَحونَ لِفَقدِهِ
وَلَستُ أَرى حُبّاً لِشَيءٍ مُخَلَّدا
أَرادَت أَموراً زَيَّنَتها حُلومُهُم
سَتورِدُهُم يَوماً مِنَ الغَيِّ مَورِدا
يَرجونَ تَكذيبَ النَبِيِّ وَقَتلِهِ
وَإِن يَفتَروا بُهتاً عَلَيهِ وَمُجحَدا
كَذَبتُم وَبيتِ اللَهِ حَتّى نُذيقَكُم
صُدورَ العَوالي وَالصَفيحَ المُهَنَّدا
وَيَظهَرُ مِنّا مَنظَرٌ ذو كَريهَةٍ
إِذا ما تَسَربَلنا الحَديدَ المُسرَّدا
فَإِمّا تُبيدونا وَإِمّا نُبيدُكُم
وَإِمّا تَرَوا سِلمَ العَشيرَةِ أَرشَدا
وَإِلّا فَإِنَّ الحَيَّ دونَ مُحَمَّدٍ
بَنو هاشِمٍ خَيرَ البَرِيَةِ مُحتِدا
وَأَنَّ لَهُ فيكُم مِنَ اللَهِ ناصِراً
وَلَيسَ نَبِيٌّ صاحِبَ اللَهِ أَوحَدا
نَبِيٌّ أَتى مِن كُلِّ وَحيٍ بِخُطبَةٍ
فَسَمّاهُ رَبّي في الكِتابِ مُحَمَّدا
أَغَرُّ كَضوءِ البَدرِ صُورَةَ وَجهِهِ
جَلا الغَيمُ عَنهُ ضوءَهُ فَتَوَقَّدا
أَمينٌ عَلى ما اِستَودَعَ اللَهُ قَلبَهُ
وَإِن قالَ قَولاً كانَ فيهِ مُسَدَّداً
علي بن أبي طالب
علي بن أبي طالب

علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أبو الحسن. أمير المؤمنين، رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين، وابن عم النبي وصهره، وأحد الشجعان الأبطال، ومن أكابر الخطباء والعلماء بالقضاء، وأول الناس إسلاماً بعد خديجة. ولد بمكة، وربي في حجر النبي (ص) ولم يفارقه. وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد. ولما آخى النبي (ص) بين أصحابه قال له: أنت أخي. وولي الخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان (سنة 35هـ) فقام بعض أكابر الصحابة يطلبون القبض على قتلة عثمان وقتلهم، وتوقى عليّ الفتنة، فتريث، فغضبت عائشة وقام معها جمع كبير، في مقدمتهم طلحة والزبير، وقاتلوا علياً، فكانت وقعة الجمل (سنة 36هـ) وظفر عليّ بعد أن بلغت قتلى الفريقين عشرة آلاف. ثم كانت وقعة صفين (سنة 37هـ) وخلاصة خبرها أن علياً عزل معاوية من ولاية الشام، يوم ولي الخلافة، فعصاه معاوية، فاقتتلا مئة وعشرة أيام، قتل فيها من الفريقين سبعون ألفاً، وانتهت بتحكيم أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص، فاتفقا سراً على خلع عليّ ومعاوية، وأعلن أبو موسى ذلك، وخالفه عمرو فأقر معاوية، فافترق المسلمون ثلاثة أقسام: الأول بايع لمعاوية وهم أهل الشام، والثاني حافظ على بيعته لعليّ وهم أهل الكوفة، والثالث اعتزلهما ونقم على عليّ رضاه بالتحكيم. وكانت وقعة النهروان (سنة 38هـ) بين عليّ وأباة التحكيم، وكانوا قد كفروا علياً ودعوه إلى التوبة واجتمعوا جمهرة، فقاتلهم، فقتلوا كلهم وكانوا ألفاً وثمانمائة، فيهم جماعة من خيار الصحابة. وأقام عليّ بالكوفة (دار خلافته) إلى أن قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي غيلة في مؤامرة 17 رمضان المشهورة. واختلف في مكان قبره. روى عن النبي (ص) 586 حديثاً. وكان نقش خاتمه (الله الملك) وجمعت خطبه وأقواله ورسائله في كتاب سمى (نهج البلاغة - ط) ولأكثر الباحثين شك في نسبته كله إليه. أما ما يرويه أصحاب الأقاصيص من شعره وما جمعوه وسموه (ديوان عليّ بن أبي طالب - ط) فمعظمه أو كله مدسوس عليه. وغالى به الجهلة وهو حيّ: جئ بجماعة يقولون بتأليهه، فنهاهم وزجرهم وأنذرهم، فازدادوا إصراراً، فجعل لهم حفرة بين باب المسجد والقصر، وأوقد فيها النار وقال: إني طارحكم فيها أو ترجعوا، فأبوا، فقذف بهم فيها. وكان أسمر اللون، عظيم البطن والعينين، أقرب إلى القصر، أفطس الأنف، دقيق الذراعين، وكانت لحيته ملء مابين منكبيه.

More poems from same author

Unlock the Power of Language & AI

Benefit from dictionaries, spell checkers, and character recognizers. A revolutionary step for students, teachers, researchers, and professionals from various fields and industries.

Lughaat

Empower the academic and research process through various Pakistani and international dictionaries.

Explore

Spell Checker

Detect and correct spelling mistakes across multiple languages.

Try Now

OCR

Convert images to editable text using advanced OCR technology.

Use OCR